مقاليد
Volume 1, Numéro 2, Pages 25-32
2011-12-31

المنظومة الاصطلاحية للبلاغة العربية وأهميتها في التحليل البلاغي

الكاتب : مسعود بودوخة .

الملخص

هناك كثير من المصطلحات ذات الصّلة بظاهرة الانزياح؛ من مثل العدول، والتحويل، والاتساع، والمجاز،( ) والتغيير، والانحراف، والتحريف، والخروج، واللحن،( )والنّقل، والانتقال، والرّجوع، والالتفات، والصَّرف، والانصراف، والتلوين، ومخالفة مقتضى الظاهر، وشجاعة العربية، والحمل على المعنى، والترك، ونقض العادة( )، فهذه المصطلحات كلها تلتقي حول مفهوم واحد عام هو العدول عن أصل مفترض إلى استعمال خاص، وهذه الكثرة في المصطلحات الدالة على العدول والانزياح ليس لها من الدَّلالة أقل من أن وعي البلاغيّين لامس ظاهرة الانزياح بوضوح. ويزخر التراث البلاغيّ بإشارات إلى ظاهرة الانزياح وأهميتها في عملية الإبداع الفنِّي، فهذا الانزياح يتبدى عندهم في مظاهر شتى، تبدأ من أدنى تغيّر صوتي وتنتهي بتغيّر النَّوع الأدبيّ للخطاب برمته. و هذا دليل على أن البلاغيّين عرفوا ظاهرة الانزياح، وتناولوها من خلال مباحث كثيرة، ومصطلحات متعددة، وكانت لهم إشارات واضحة تدل على وعيهم بالانزياح بوصفه ظاهرة فنية، وضرورة أدبية، ويعد الحذف والزيادة نوعين هامين من أنواع الانزياح التَّركيبي، وهما ذوا صلة وثيقة بظاهرتي الإيجاز والإطناب اللتين تمثلان نوعا من العدول عن أصل مثالي مفترض تمثله المساواة. أما الانزياح الدَّلالي فتمثله صور البيان عامَّة؛ فالتَّشبيه يتأكد بعده الفنِّي من خلال أنواع العدول والانزياحات التي تعتريه، سواء كان ذلك بحذف بعض عناصره، أم بالإغراب في تشبيه المتباعدات، أم في قلب طرفي الصّورة التَّشبيهية، كما تعد الاستعارة أهم أنواع الانزياح الدَّلالي، من حيث هي نقل للفظ عن مسمَّاه الأصلي إلى اسم آخر، وتشبيهٌ حذف أحد طرفيه، وخرج بذلك عن التقرير والمباشرة، فكانت أعلى مراتب التَّشبيه هي أولى مراتب الاستعارة، ولذلك فضلت الاستعارة قديما وحديثا على التَّشبيه، من حيث قيمتها الفنِّية التي تحققها بذلك التفاعل الحي في الدَّلالة، وذلك الثراء الذي تتميز به، ويعزى إلى أنَّها تمثل أقصى درجات الانزياح الدَّلالي، أما الكناية فهي أحد أشكال الانزياح الدَّلالي وتتلخص في أنَّها عدو علن إفادة المعنى مباشرة إلى إفادته عن طريق لازم من لوازمه.

الكلمات المفتاحية

المنظومة الاصطلاحية للبلاغة العربية وأهميتها في التحليل البلاغي