مقاليد
Volume 1, Numéro 1, Pages 115-129
2011-06-30

الرمز والتحديد المستحيل

الكاتب : أحمد قيطون .

الملخص

لقد أدى التغيير في استقبال النص الشعري ـ الذي كان يعتمد على الإنشاد من طرف الشاعرـ والذي اتخذ جل الوسائل الفنية المتاحة في تلك المرحلة لايصال تجربته الشعرية إلى الجمهور من ايقاع وموسيقى ، إلى استحداث أدوات جديدة يمرر بها المبدع/الشاعر تجربته الإبداعية، كالرمز والأسطورة وغيرها من الوسائل التي تمكنه من ابلاغ وايصال رؤاه إلى الآخر/ المتلقي. إلا أن الأداة التي شغف بها الشاعر المعاصر وأعطى لها دورا كبيرا في تحمل عبء التجربة الشعرية التي بداخله ونقلها بأمانة إلى خارج عوالم الشاعر هي الرمز ، الذي تعرض كغيره من المصطلحات إلى الاختلاف والتضارب وهذا راجع إلى اختلاف الرؤى بين مختلف التيارات التي حاولت توضيحه وتحديد ماهيته ، ونحن نعترف أن هذه المحاولات تكاد تكون مستحيلة ،« لأنه ما من فرع من فروع المعرفة إلا ويحاول احتكار الرمز، ويدعي بأنه هو الأقدر على تفسيره مثل علم النفس، وتاريخ الحضارة والديانات، وعلم الإناسة الثقافية، والنقد الفني، وعلم اللغة، والطب والدعاية السياسية ...>> . والرموز كما يرى بول ريكور << تنتمي إلى حقول بحث متعددة جدا ومتشعبة جدا... يهتم التحليل النفسي بالأحلام وأعراض أخرى... ومن ناحية أخرى تفهم الشعرية ... الرموز على أنها الصورة الفنية الأثيرة في قصيدة معينة>> كما يرى <<مؤرخ الدين في الرموز وسطا لتجليات المقدس أو ما يسميه مرسيا إلياد إشراقات القدسي>> . هذا التباين في المواقف من طرف الدارسين في شأن تداخل الرمز واشتغاله في معارف انسانية متنوعة كالمعارف العلمية والفنية، هو الذي ولد عدة نظرت للرمز وأعطت له مفاهيم خاصة. لكن ما يهمنا هنا ليس تحديد ماهية الرمز كمصطلح اختلفت حوله الدراسات ، بل نحاول أن نبحث في التداخل الحاصل بين الرمز كمصطلح عام وبين بقية الأشكال التي أخدت شيئا من سماته. الرمز الفني والأشكال الأخرى: تداخل الرمز الفني مع أشكال أخرى، مما أدى بالبعض إلى عدها في نطاق الرمز، كالاستعارة والإشارة والحكاية الرمزية والصورة الفنية، لذا سنحاول تبيين هذه الفوارق بين هذه الأشكال حتى لا يلتبس الامر على القارئ.

الكلمات المفتاحية

*****