الحوار الثقافي
Volume 5, Numéro 1, Pages 11-13
2016-03-15

الديمقراطية بين الواقع والخيال

الكاتب : يامنة بن فرح .

الملخص

وفقا لما نراه اليوم في جميع الدول دون استثناء يمكننا التأكيد على أنّ كلّ هذه التعريفات "سياسيّة"، تعريفات نظريّة لا نجد لها أثرا في الواقع، بل هي مجرّد قواعد يمكن أن تفهم على أنّها قوانين مكتوبة غايتها تنظيم الحياة بين الأفراد داخل الدولة بمعنى الغاية من تأسيسها المحافظة على أمن الدولة ذاتها لا المواطن. وعليه فإنّ هذه التعريفات لا يمكنها أن توقف فينا حب معرفة هذا المصطلح الغامض وتكرار طرح السؤال ما الديمقراطية؟ هل هي فكرة سياسية أم أنّها منهج أو "تكتيك" سياسي؟ وإن سلّمنا بأنّها فكرة إلى أي مدى يمكنها أن تؤثر وأن تكون مطلب الكل؟ بمعنى كيف للـ"فكرة" أن يكون لها هذا الإهتمام الفردي والجماعي والدولي؟ أمّا إذا سلمنا بأنّها منهج فهي لن تكون غير منهج اتخاذ القرارات العامة من قبل الملزمين بها، وهي منهج "ضرورة" يقتضيه التعايش السلمي والمتبادل بين أفراد المجتمع، منهج يقوم على مبادئ ومؤسسات تمكّن الجماعة السياسية من إدارة أوجه الاختلاف في الآراء وتباين المصالح بشكل سلمي وتمكّن الدولة، بالتالي، من السيطرة على مصادر العنف ومواجهة أسباب الفتن والحروب الأهلية. ذلك ما تحقّقه الديمقراطية من خلال تقييد الممارسة الديمقراطية بدستور يراعي الشروط التي تصادق عليها القوى الفاعلة في المجتمع.

الكلمات المفتاحية

الديمقراطية، الخيال، الواقع