Annales de l’université d’Alger
Volume 31, Numéro 5, Pages 120-154
2017-12-31

الضوابط القانونية لإجراء عمليات نقل وزرع الأعضاء البشرية

الكاتب : بن تمسك عزوز .

الملخص

شهد النصف الثاني من القرن العشرين تطورا مذهلا في العلوم الطبية, والعديد من الانجازات العلمية في هذا المجال. ولعل أهم وأعظم ما تحقق بالنسبة لحياة الإنسان وصحته هو التلقيح الاصطناعي, وتغيير الجنس, والاستنساخ, وكذا انتشار وتوسع عمليات نقل وزرع الأعضاء البشرية. هذه الأخيرة تعد من ابرز المواضيع الطبية وأهمها لما تلعبه من دور كبير في إنقاذ المرضى المهددة حياتهم بالموت المؤكد, إذ أصبح من الممكن نقل أعضاء, أو أجزاء منها من شخص إلى آخر سواء كان الأول حيا, أو ميتا. يعد تناول موضوع نقل وزرع الأعضاء البشرية من أقدم المواضيع, فهو ليس وليد القرن العشرين, بل هو قديم قدم الإنسانية, لكنه لم يكن بهذا الشكل المتطور, إذ أن أول عملية نقل للأعضاء كانت من خلق الخالق عز وجل الذي نقل ضلعا من سيدنا آدم عليه السلام ليخلق منه حواء . ذلك لقوله تعالى ﴿وقلنا يا ادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين﴾ . حسب تفسير ابن كثير, فقد تم اخذ الضلع الأيسر لآدم وهو نائم, ولم ينهض آدم حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء, فسواها امرأة ليسكن إليها, وتزوج بها. ويقال أن خلق حواء كان بعد دخول ادم الجنة . ساد عمليات نقل وزرع الأعضاء البشرية الكثير من المفاهيم الخاطئة والخرافات التي تزامنت مع المعاملة القاسية التي كان يتلقاها العبيد في أوروبا, حيث كانوا في مرحلة من مراحل التاريخ يستخدمون كقطع غيار لأسيادهم البيض. كما كشفت الحفريات القديمة أن قدماء المصريين عرفوا زرع الأسنان. ونقلها عنهم اليونــــانيون والرومـــان, ثم اشـــتهر بها الأطباء المسلمون في القرن العاشر ميلادي. وعرف الهنود القدامى زرع الجلد, وإصلاح الأنف المتآكلة, والأذن المقطوعة منذ2700 سنة قبل الميلاد. كما أعاد الرسول صلى الله عليه وسلم عين قتادة بعد أن أصيبت حدقته بسهم في غزوة احد, وهي أول عملية زرع أعضاء في الإسلام . تعود أول عملية ناجحة لزراعة الكلى إلى سنة 1954 في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية, تلتها عملية زرع البنكرياس سنة 1966, وبعدها عملية نقل ناجحة للكبد سنة 1967, وهي نفس السنة التي عرفت أول عملية زرع قلب ناجحة في جنوب أفريقيا من طرف الدكتور "كريستيان برنارد" لمريض يبلغ من العمر 54 سنة. ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف البحث العلمي الطبي عن التقدم. وتعرف حاليا عمليات نقل وزرع الأعضاء البشرية انتشارا كبيرا, وتوسعا مكانيا وعضويا, إذ أصبحت تجرى في كل دول العالم. كما لم تعد زراعة الأعضاء مقتصرة على القلب والكلية, بل توسعت لتشمل أغلبية أعضاء, وأنسجة, وأجهزة جسم الإنسان كالذراع, والساق

الكلمات المفتاحية

زرع الأعضــــــاء، التشريعات القانــــونية، تجريـــــم ،الرقـــــابة، المتبرع استئصال.