أبوليوس
Volume 1, Numéro 1, Pages 223-266
2008-12-15

تحولات العشق قراءة في قصيدة "بيروت" لمحمود درويش.

الكاتب : أحمد ياسين العرود .

الملخص

إن الدخول في نص درويشي هو بحد ذاته مغامرة تأولية تبحث في مجاهيل هذا النص ودهاليزه التي تغري دائماً بالبحث عن الدلالة التي يغلفها هذا النص، ويجرّ المتلقي إليها في إطار الإغراء وفتح منافذ المعني الذي يصبح متعددا و بحاجة إلى من يوفق بين سياقات هذا المعنى وتعدده، ولعل هذا أشدّ ما يعانيه أي دارس لإبداع محمود درويش، الذي يختزن في داخله حركة التاريخ العربي الحديث وتحولاته المجنونة بين عشيّتة وضحاها قصيدة بيروت من ديوان " حصار لمدائح البحر " الصادر 1984، ربما تكون أكثر من غيرها من النصوص الدرويشيّة التي اختزنت في داخلها أعمق لحظات التحوّل في حياة الإنسان العربي عامة والفلسطيني خاصة، مما كان لسياقاتها من أثر في تاريخنا الحديث ومن هنا فإن هذا النص جاء يحمل في داخله صورة التحولات الرؤيوية بين الذات العربيّة من جانب، والآخر( الزمكاني) عامة من جانب آخر، قصيدة بيروت هي مجمل العشق الحقيقي لما كان وما سيكون، ومن هنا فقد نزعت هذه الدراسة نحو البحث عن صورة البنية العميقة التي قدمها درويش في قصيدته (بيروت ) من خلال ثنائية العلاقة بين الذات من جانب و(الزمكاني ) من جانب آخر بكل صوره وتحوّلاته إن صورة العشق التي بناها درويش مع بيروت هي صورة "العشق الأزلي" التي تقوم على ثنائية الارتباط الوجودي المنسرب في طبيعة الأشياء, وعلاقتها مع بعضها بعضاً لتصبح هذه الصورة النموذج النهائي لصورة العشق مع الأمكنة خارج فلسطين, حيث يتحول هذا العشق في نهايته إلى صورة المطلق المفقود, غير الخاضع للسيطرة من قبل العاشق, بل هو صور الفقدان والموت, وصور الحلم وانكسارا ته, فبيروت بما يعرف عنها تاريخيّاً من احتضانها لعاشقها (الفلسطيني المقاوم) هي آخر الأمكنة التي انطلق منها بحثاً عن المعشوق الأصيل –فلسطين- بيروت هي رحم الحياة الجديدة كما يراها درويش الفلسطيني, فهي أسطورة التكوين الجديدة, هي الكلمة التي أوجدت الفعل في لحظة من اللحظات, من هنا فإن درويش يبني صورة بيروت المطلقة التي توازي الحلم الفلسطيني في عمق تصوراته, ومطلقيّته, وانكسارا ته, صورة بيروت هي الشاهد الأخير على مأساة الإنسان الفلسطيني المقاوم خارج فلسطين.

الكلمات المفتاحية

الشعر- الدلالة- المقاومة- فلسطين- درويش-