قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 5, Numéro 1, Pages 29-50
2018-01-01

الدعوة الدينية والدولة على ضوء الفكر الخلدوني ( المرابطون نموذجا)

الكاتب : منير شواكري .

الملخص

عايش عبد الرحمن بن خلدون واقع المغرب الإسلامي على وجه الخصوص فوجده في غاية الهوان، فهو في تمزّق بعد اجتماع وضعف بعد قوّة، بمعنى آخر بدأت فكرة الدولة تختفي منه تدريجيا، مع إدراكه التام بأهمية وجود الدولة فهي أساس العمران البشري فكانت مصب اهتمامه في كتابه (المقدمة). وقد فرّق بين البدو والحضر وجعلهما يتباينان من حيث نحلة المعاش، والدولة عند ابن خلدون أساسها البداوة تقوم على أكتاف القبائل البدوية محرّكها العصبية القبلية، غير أن العصبية تبقى خاملة في الصنف الثالث من البدو وهم من كان معاشهم في الإبل فهم غائرون في البداوة قلما يجتمع رأيهم، كما أنهم لا يخضعون لسلطة وهم أبعد الناس عن الحضارة، فهذا النوع من البدو لا يحصل لهم ملك إلاّ بالدين أو الدعوة الدينية. الملثمون في المغرب الأقصى ينتمون إلى الصنف الثالث من البدو، وقد ظهرت دعوتهم في فترة تفشى فيها الجهل والبعد عن الدّين وكثرة البدع، وقد زادت الصراعات القبلية في الطين بلّة، ولم يجدوا أحسن ما يجتمعون عليه من دعوة دينية مجدّدة تلتزم بمنهج التصفية والتربية، ورغم أن الدعوة المرابطية لم تخرج عن المذاهب الفقهية المعروفة( المذهب المالكي)، إلا أنها لاقت إعراضا ونفورا موجها في الغالب من قبل زعماء القبائل والفقهاء الذين أعرضوا عن الحق سواء لتمسكهم بالباطل أو لحماية مصالحهم، ورغم كل تلك الصعاب نجحت في تأسيس الدولة

الكلمات المفتاحية

العصبية، الدعوة الدينية، الدولة، العمران البدوي، المرابطون